الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"العيد" فرص موسمية للعاطلين عن العمل 

حجم الخط
thumb.jfif
أحمد البيتاوي-سند

في العشر الأواخر من رمضان، تزدهر تجارتي الدنيا والآخرة، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين وتزدحم الأسواق بالمواطنين.

 وتعج الأسواق بحركة تجارية غير مسبوقة، في مصطلح أصبح متداولاً بين التجار والناس بـ "جمعة عيد".

صناعات ومهن موسمية ارتبط ظهورها مع قرب حلول الفطر والأضحى، سرعان ما تنتهي مع بدأ تكبيرات العيد.

ويرى كثير من المواطنين وخاصة الشبان منهم  في العيد فرصة سانحة للكسب والتغلب على البطالة.

وتعتبر تجارة نخيل القبور في الضفة المحتلة واحدة من هذه الحرف، فمع قرب حلول العيد ترتدي غالبية مقابر نابلس ثوبها الأخضر وتنزع عنها ثوبها القديم الأصفر بعد أن تزينت بعسفات النخيل.

حين تهم بالدخول إلى إحدى مقابر المدينة يستوقفك الباعة الأطفال المنتشرين على مداخل المقابر لإقناعك بالشراء.

ويقف خلف هؤلاء الأطفال تجار كبار اشتهروا بين المواطنين بتجار نخيل القبور، حيث أصبحت هذه الحرفة مهنة مؤقتة تنتهي مع صلاة العيد.

ورود ومعمول

وتعد تجارة الورود والأزهار الطبيعية من المظاهر التي ارتبطت مع قدوم العيد، فعند تجوالك في شوارع مدن الضفة ترى عشرات الأواني البلاستيكية التي تحتوي على أصناف شتى من الورود المنمقة والمنسقة بطريقة تدفعك للشراء.

يقول البائع عبد الله من نابلس  وهو يمسك بين يديه ضمة من الورد " يعتبر عيد الفطر أحد أهم المواسم بالنسبة لنا.. اشتري هذه الورود من تجار الجملة في المدينة، ومن ثم أبيعها للزبائن بسعر يحقق لي القليل من الربح".

وعن أصناف الورود، يشير عبد الله إلى وجود أكثر من خمسة أنواع مشتهرة ومطلوبة من الزبائن .

ويبين أن أكثر الأصناف رواجا هو ورد الزنبق والفل والجوري والبنفسج، وغالباً ما يشتري الزبائن هذه الورود إما لغرض الزينة أو كنوع من الهدايا بين الأقارب والأصدقاء.

ومن نسيم الورود إلى رائحة المعمول، حيث تنبعث من العديد من المنازل الفلسطينية رائحة المعمول في نكهة خاصة وحصرية بعيدي الفطر والأضحى.

وتعتبر تجارة السميد والعجوة -التمر المهروس- من الأصناف التي يكثر الطلب عليها قبل أيام العيد، حيث تعد المكون الرئيس في صناعة المعمول.

ويتسابق تجار الجملة على توفير هذين الصنفين الذين يزيد الطلب عليهما بصورة جنونية وهو ما يدفع بعض التجار (ضعاف النفوس) إلى استغلال هذا الموسم من خلال رفع الأسعار والاحتكار أحياناً أخرى.

ولا يختلف حال قطاع غزة عن الضفة المحتلة فتجارة حاجيات الكعك والمعمول تعتبر تجارة رابحة قبيل عيد الفطر، حيث يقبل الناس على تلك المحال في العشر الأواخر من رمضان للبدء بإعداد الكعك والمعمول.

لكن حال غزة يختلف هذا العام عما مضى فظروف الحصار وخصومات الرواتب انعكست سلبا على تلك التجارة وغيرها.

صاحب محل التوابل والبهارات أبو محمد يقول " نبيع سنويا كميات كبيرة من التمور والعجوة والسميد والسمن وغيرها من مستلزمات الكعك لكن هذا العام لوحظ بشكل لافت تراجع كبير في بيعها".

 ويبين أنه توقع أن يقل الإقبال هذا العام على بيع حاجيات الكعك ما دفعه لتقليل الكميات التي يشتريها كل عام من تجار الجملة.

السمك..في الضفة والقطاع

وتشتهر بين المواطنين في الضفة وفي مدينة نابلس وقطاع غزة عادة تناول سمك "الفسيخ" على وجبة فطور أول أيام عيد الفطر، لما لهذا النوع من السمك فوائد عديدة.

ويعمل "الفسيخ" (كما يعتقد المواطنون) على الحد من التلبك المعدي الذي ينتشر صبيحة يوم العيد، حيث تكثير الزيارات الاجتماعية وما يصاحبها من أكل أصناف شتى من الحلويات والأطعمة والمكسرات.

ويصطف المواطنون وسط نابلس في طوابير طويلة أمام "مسمكة العقاد" لشراء هذا الصنف من الأسماك الذي يعتبر عيد الفطر الموسم الوحيد لبيعه، ويصل ثمن الكيلو الواحد إلى 15شيكل، وهي عادة يشترك فيها الغني مع الفقير.

 أما في غزة فيجد الشبان العاطلين عن العمل فرصة في عيد الفطر لتحسين أوضاعهم المعيشية  بإعداد السمك المدخن منزليا المعروف بـ" الرنجة".

ويقول الشاب محمد أبوجزر وهو خريج منذ أربعة أعوام " أستغل مواسم الأعياد لكسب القليل من المال وخاصة أن أوضاع القطاع في تراجع ولا أمل لدي في إيجاد وظيفة مناسبه لي كخريج من كلية التربية".

يضع أبو جزر أطباق البيض الكرتونية الفارغة في برميل معدني، ويشعلها بشكل خافت ثم يعلق السمك المملح على أسياخ من الحديد فوقها ويتركها لساعات حتى تنضج.

ويضيف " أعد كل عام الرنجة في المنزل ..هي غير مكلفة وأرباحها مناسبة والإقبال عليها كبير".

بالونات العيد

 وفي الضفة المحتلة تعتبر تجارة بالون "الهيليوم" من المظاهر التي ينفرد بها عيدي الفطر والأضحى.

 وعند تجوالك في شوارع الضفة ترى مجموعات كثيرة من البالونات المعبئة بهذا الغاز الخفيف تتطاير في الهواء.

ويرى الباعة في العيد فرص سانحة للربح والتغلب على ظاهرة البطالة ولو بشكل مؤقت.

يقول الشاب حسام من نابلس :" كل عام انتظر هذا الموسم بفارغ الصبر، هذه تجارة بسيطة وليست بحاجة إلى رأس مال كبير، كل ما عليك توفيره جرة غاز "هيليوم" مع منفخ هواء خاص".

ويضيف: "في الغالب تكون الشخصيات الكرتونية هي المحببة للأطفال عند اختياراهم لشكل البالون.. أشعر بالسعادة في عملي لأنها مصدر رزق لي وأكسب مبلغاً لا بأس به".

البسطات.. ملاذ الفقراء وفرصة المتعطلين

وتعد "البسطات" من المظاهر التجارية المرتبطة مع العيد في الضفة المحتلة وقطاع غزة، حيث ينتشر الباعة على جنبات الطريق كلٌ يعرض بضاعته بعفوية كبيرة ويروّج لها بطريقته الخاصة.

وتسمح البلديات بهذه الظاهرة بشكل استثنائي في محاولة للتخفيف عن المواطنين خاصة أصحاب الدخل المحدود، إذ تغلق البلديات بعض الشوارع الرئيسية في القطاع قبيل العيد للسماح لأصحاب البسطات لعرض بضائعهم.

 وتشتهر هذه "البسطات" بانخفاض أثمان ما تعرضه من ملابس وأحذية وحلويات وأدوات منزلية إذا ما قورنت بأسعار المحال التجارية.

وينقسم المواطنون كل عام بين مؤيد لهذه الظاهرة ويعتبرنها فرصة مؤقتة للعاطلين عن العمل، وبين معارض لها لأنها تشكل عائقاً أمام حركة المواطنين في الشوارع وتضارب على أصحاب المحال التجارية.